السبت، 21 نوفمبر 2009

بحرى يكسب

دعيت اليوم لحضور عرض تمثيلى يدعى سوار، هذا العرض يهدف الى تكريم اطفال العالم بشكل عام و اطفال العرب بشكل خاص، يجمع فريق التمثيل بين اكثر من جنسية منهم المصرية و اللبنانية و حتى الفرنسية. كان مقررا ان يتم العرض فى ساحة مكتبة الاسكندرية على مرأى و مسمع من المارة، و كان هذا هو الهدف من العرض حتى يتسنى للممثلين فرصة التفاعل مع المتفرجين و العكس.
بدأ العرض بخروج الممثلين مرتدين زيا ابيض، يحملون انائات تحمل لونا ابيض يستخدمونه لتلوين انفسهم بالكامل حتى لا ترى منهم سوى عينان! و بالطبع و كما هو المتوقع تجمهر عدد غفير من طلبة مجمع الكليات النظرية ،الكائن امام مكتبة الاسكندرية مباشرة، ليشاهدوا العرض ( او بالاحرى ليسخروا شديد السخرية من اداء الممثلين و من الفكرة فى حد ذاتها و بالفعل حدث )، ظلت حدة السخرية و التطاول فى ازدياد مما ادى الى اهتزاز اداء بعض الممثلين الذين سرعان ما تمالكوا انفسهم لاستكمال عرضهم، و من شدة سطحية تفكير الطلاب الجامعيين انطلقوا نحوهم فى فوضى عارمة ليلمسوا هؤلاء المتلونين و كأنهم كائنات غريبة تهبط عليهم من المجهول و ازدادت معها حمى التصوير و اندفع المتفرجون الى الالتصاق بالممثلين محاولين ازالة لونهم و حتى تذوقه! الى ان انتهى وقت العرض فى المكتبة فكان بمثابة النجدة للفريق الذى توجه بعد ذلك الى قلعة قايتباى ليقدم عرضه هناك.
وصلت الى هناك مع بعض من اصدقائى لأن احدى الممثلات بالفريق هى صديقتنا و قررنا ان نكون الى جانبها تحسبا لأى ظرف ( تبعا لما رأيناه فى المكتبة من الشباب المتعلم المتفتح المستنير! فما بالكم بأهالى بحرى و الانفوشى البسطاء ). و للعجب حين وجدنا تواصلا من الاهالى التى خرجت للتمشية على السور المجاور للقلعة فى ليلة الخميس. ظلت الاهالى تشاهد و تتعجب من العرض الصامت للفريق و الشكل الاغرب ايضا، و حين حاول اعضاء الفريق الاقتراب من احد المتفرجين كان الاخير يصاب بالخوف و يبتعد عن الممثل فى رد فعل تلقائى تجاه كل ما هو غريب، حينها حاول الفريق التواصل ببعض الكلام البسيط او الغناء مع المارة و نجحت فى اضفاء استجابة ايجابية على الحدث جعلت الناس تشارك فى الاداء التمثيلى معهم و حين انتهى العرض ظلوا متمسكين بوجود الفريق معهم و كان من الواضح علامات السرور و البهجة على وجوه الكبار و الصغار , و فريق التمثيل نفسه ثم انطلقوا فى سيارتهم مودعين من لم يتوقعوا منهم ردة الفعل تلك.

و لست ادرى ان كان من المفترض ان نشعر بالاشمئزاز من تصرفات شباب العلم كما شعرنا بالفعل ام نشعر بالشفقة لما اّل اليه حال العقول فى مصر! ام نفرح بالصورة الطيبة التى رسمها اهالى بحرى بردة فعلهم تجاه " الغٌرب المجانين " كما دعوا الفريق...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق