السبت، 16 يناير 2010

سايكبة 2

قد يصاب المرء احيانا بالعمى المؤقت نتيجة لاصابة على الرأس تفقده بصر عيناه، او صدمة فى افكاره تفقده ابصار عقله، او لغط فى نفسه يفقده بصيرة القلب... و من نعم الخالق علينا ان تستيقظ تلك الحواس فى وقت غير معلوم لتذكرنا بقدرة الله علينا... اما بعد، امضيت الكثير من طفولتى بعيدا عن رفاقى من الصبيان و كنت دائم الارتباط بالفتيات، و لربما يثير هذا بعض التساؤلات، هل كان هذا لعلة؟ او ربما علات؟ قد كان لسبب اوحد؛ ما العبرة من القتال و العنف من الافعال؟ و لم لا نجلس هنيهة برقائق الاقوال؟! و بقيت بتلك العلة شهور و سنين عدة، حتى انتقلت لمسكن سأطيل فيه المدة، و انتقلت بعدنا اسرة، لم تبدو عليها الكثرة، اثنان من الاباء، ولد و الابنة الصغرى، اعتدت وقوف الشرفة لأجدها تقف جوارى، اختلس اليها النظرة و بحياء الطفلة توارى، لم تصغر منى بأكثر من بضع عويمات، كبرت انا و نضجت هى بمرور السنوات، لكنا يوما لم ننطق بحرف الكلم او نغلق بابينا سويا فى توق لغد تجمعنا فيه الشرفات، الى ان جاء يوم كنت فيه ذاهب الى العمل، لم يكن مارا ببالى افكار او امل فى رؤية وجهها و رحيق عطرها يملأ دورنا و مصعد بيتنا، و لكن ياللقدر، وقفت جوار بابى لم اعلم ما انتظر، فاذا بها تنساب ناظرة بحذر، ان كانت وحدها ام ترقبها العيون، رأيتها تخطو بأطراف اصابعها لتلقى القمامة فى هدوء، و اشكر البواب حين ازاح الصندوق الى جوار بابى، لأرى على اثره وجوه احبابى، تتهادى بفستان نومها الحريرى القصير، و ما ان رأتنى واقفا حتى تسمرت خطاها و احمرت وجنتاها، وببطء هبطت على الارض قدماها، طالت بنا النظرات و تعثرت الكلمات و دنوت منها خطوة عادت بها للوراء، بطيئا كان سيرنا دون ان ننظر ورائنا، لم تنزح عيناى الى مفاتنها، و كانت لحظاتنا بطول عمر الارض، حتى سمعت صوت صرير بابها، ينغلق فى هدوء ليخفى وجهها، نزلت سٌلَّمى على شذى عطرها، و من يومها ان تلاقينا تطول بيننا النظرات، نظرات صامتة و لكن... تتحدث عنا البسمات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق