الاثنين، 16 فبراير 2009

انا و .... انا !

الزمان: مش مهم

المكان: برضو مش مهم

الحدث: شاب يقف فى انتظار الحافلة، تأتى فتاة لتقف بجانبه منتظرة نفس الحافلة، الشارع خاوى، الهدوء يخيم على المكان، يبدأ صفير الرياح بالارتفاع رويدا و يتطاير معها اطراف رداء الفتاة، تلمع الفكرة السوداء فى رأس الشاب ويدور حوار بينه و بين شيطانه...

الشاب: الله يخرب بيوتكو، عايزين تعملو فينا ايه اكتر من كده
نفسه: ايه يا عم ما تتفرج و انت ساكت، مللى عينك، و بعدين انت حتعمللى فيها خضرة الشريفة؟
الشاب: لا لا لا مليش دعوة بيها هى فى حالها و انا فى حالى
نفسه: انت حتمثل؟؟ دانتا عينك حتطلع عليها... روح كلمها، مفيش حد غيركو فى الشارع و الوقت متأخر... دووس يابا

يتردد الشاب قليلا ثم يتحرك ببطء نحو الفتاة و يبدأ فى التحدث...

الشاب:احم، لو سمحتى يا انسة...
الفتاة: (بدلع) نعم؟؟
الشاب: (يبلع ريقه) هو الاوتوبيس بيتاخر؟
الفتاة: (بدلع) مش عارفة... بس الوقت اتأخر اوى و عايزة اروح، انا ساكنة مش بعيد، ممكن لو سمحت توصلنى؟

يشرد الشاب قليلا فى حوار مع شيطانه....

نفسه: يلا يا معلم فرصتك جاتلك لحد عندك، اهو مالكش حجة، انت ماكانش فى بالك حاجة وحشة و هى اللى جاتلك برجلها
الشاب: ايوة بس... بس....
نفسه: من غير بسبسة يلا يا جامد

يشير الشاب الى الفتاة بالموافقة و يبدءا فى السير

الشاب: انتى اسمك ايه؟
الفتاة: دنيا، و انت؟
الشاب: على فكرة انتى جميلة قوى
الفتاة:(فى خجل) ميرسى
الشاب: انتى مخطوبة؟
الفتاة: توء

يتهلل وجه الشاب فرحا، فلربما تلك هى فعلا فرصته، يبتعدا اكثر فاكثر عن محطة الحافلة، يعلو صوت الرياح اكثر، ترتعد الفتاة لثوان و تمسك بيد الشاب، يخفق قلب الشاب بقوة، هل هّذا حلم؟

يصلا الى نهاية الطريق، تقترب الفتاة من منزلها، فجأة تترك يده و تدخل الى بيتها و تغلق الباب

يقف الشاب حائرا مذهولا من الموقف، ينظر حوله فلا يرى شيئا، مكان قاحل مقفر لا يدرى ماهيته

الشاب: هى مشيت ليه؟ و ايه الحتة المقطوعة دى؟ يا دنيا يا دنياااااااا؟

تخرج دنيا من شرفتها العالية

دنيا: افندم؟ عايز ايه؟؟
الشاب: سيبتينى ليه؟ مش احنا كنا متفقين؟؟
دنيا: احنا عمرنا ماتفقنا يا عينيا، و هو ده اخرك معايا، ما تستناش منى اكتر من كده و احمد ربنا انك ما طلعتش معايا فوق و الا ما كنتش حتعرف ترجع تانى.... روح يا شاطر و اخزى الشيطان

تغلق دنيا شرفتها، و يحنى ادم رأسه فى اسى و يقول لنفسه: كان ايه بس اللى خلانى اروح اكلمها مانا كنت متنيل هركب الاوتوبيس و اروح بيتنا انام و ارتاح
نفسه: انا مالى ياخويا؟؟؟ انت مش فيك عقل يميز الصح من الغلط؟؟ اشرب بقى يا حلو
ادم: اصل انا ابن جزمة عشان سمعت كلامك
نفسه: بطل غلبة بقى و شوف حنرجع ازاى يا فالح و حسك عينك تاخد رأيى فى حاجة تانية

يعود ادم من حيث اتى و هو يضرب نفسه ميت صرمة قديمة

النهاية

هناك تعليق واحد:

  1. جميل جدا احساسك بيها وانت بتقراها و الاجمل النهاية غير المتوقعة.شكرا لأنك سيبتلنا الفرصة نقرأ و نستمتع.
    ربنا يوفقك.

    ردحذف